وقوله:{فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} الضمير في {فِيهَا} يجوز أن يكون للأيام والليالي، وأن يكون للريح، أي: في مهابّها، وأن يكون لبيوتهم وإن لم يجر لها ذكر لحصول العلم بها، وأن يكون للطاغية على قول من جعلها اسمًا لبقعتهم.
و{صَرْعَى}: حال من القوم، لأن الرؤية من رؤية العين، والمعنى: لو كنت حاضرًا في ذلك الوقت لرأيت القوم فيها مصروعين، وهو جمع صريع، كقتلى وجرحى في جمع قتيل وجريح، وكذلك الكاف في {كَأَنَّهُمْ} في موضع الحال إما من القوم أيضًا على قول من جوز حالين من ذي حال، وإما من المنوي في {صَرْعَى} على قول من لم يجوِّز ذلك، أي: مصروعين مشبهين أعجاز نخل.
وقوله:{مِنْ بَاقِيَةٍ} أي: من نفس باقية، وقيل هي مصدر كالعاقبة والعافية، أي: فهل ترى لهم من بقاء.