قال:{فِيهِنَّ} وهو في سماء واحدة، لما بينهن من الملابسة.
وقوله:{وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} أي: فيهن، أي: في السموات، وإنما حذف لدلالة الأول عليه.
وقوله:{وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا}(نباتًا) يجوز أن يكون مصدرًا مؤكدًا لفعله، وفعله محذوف يدل عليه (أنبت)، والتقدير: أنبتكم فنبتم نباتًا، وأن يكون مؤكدًا لعين أنبت على حذف الهمزة من أوله، وله نظائر في كلام القوم نظمهم ونثرهم.
وقوله:{وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا} مصدر مؤكد لفعله، قيل: كأنه قال: يخرجكم حقًّا لا محالة.
وقوله:{لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا}(سبلًا) مفعول به {لِتَسْلُكُوا}، وهو جمع سبيل، و {فِجَاجًا} نعته، وهو جمع فج، والفج: الطريق الواسع، و {مِنْهَا} يجوز أن يكون من صلة قوله: {لِتَسْلُكُوا}، وأن يكون صفة للسبل في الأصل، فلما تقدم عليه حكم عليه بالحال.
قوله عز وجل:{خَسَارًا} مفعول ثان لقوله: {لَمْ يَزِدْهُ}، وهو نهاية صلة الموصول. {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} يجوز أن يكون عطفًا على {لَمْ يَزِدْهُ} لأنه ماض في المعنى، بدليل قولك: لم يقم زيدٌ أمس، كأنه قال: واتبعوا من لا زاده ماله وولده إلا خسارًا ومكروا مكرًا كبارًا.
فإن قلت: هل يجوز أن يكون عطفًا على {وَاتَّبَعُوا}؟ قلت: لا، لأن الماكرين هم السادة والرؤساء، والتابعين هم الأتباع والسفلة، والمكر واقع