مقامه، أي: ملئت حرسًا مَلْئًا شديدًا، فحذف المصدر. و {وَشُهُبًا} عطف على {حَرَسًا} وحكمه في الإعراب حكمه، وهو جمع شهاب، وهي النجوم التي كانت ترجم بها.
وقوله:{يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا}(رصدًا) صفة لشهاب، وهو مصدر إما بمعنى فاعل، أي: شهابًا راصدًا له ولأجله، أو بمعنى مفعول، أي: مرصود قد أرصد له. وقيل: هو اسم جمع للراصد، على معنى: ذوي شهاب راصدين بالرجم، وهم الملائكة الذين يرجمونهم بالشهب ويمنعونهم من الاستماع.
وقوله:{أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ}(أشر) يجوز أن يكون مبتدأ والخبر {أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ} وأن يكون فاعلَ فعلٍ محذوف يدل عليه ما بعده، أي: أريد شرٌّ.
قوله عز وجل:{وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} أي: قوم دون ذلك, فحذف الموصوف. {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}(قدادًا) صفة لـ {طَرَائِقَ}، وواحد طرائق: طريقة، وواحد قِدَدٍ: قِدَّةٌ، كعِدَدٍ في عِدَّةٍ، والقِدَّةُ، من قَدَّ، كالقطعة من قَطَع، وأصله في الأديم، يقال لكل ما قطع منه: قدَّةٌ، وجمعها قِدَد. قيل: ووصفت الطرائق بالقدد، لدلالتها على معنى التقطع والتفرق (١).
وقوله:{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا} الظن هنا بمعنى اليقين، وأن مخففة من الثقيلة، وقد سدت مسد المفعولين، و {هَرَبًا} مصدر في موضع الحال من المنوي في {وَلَنْ نُعْجِزَهُ} أي: ولن