للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} قرئ: (تمنى) بالتاء النقط من فوقه (١)، على أن المنوي فيه للنطفة، ومحله النصب على أنه نعت للنطفة أي: نطفة ممناة. وقرئ: (يُمْنَى) بالياء النقط من تحته (٢)، على أن الذكر الذي فيه للمني وهو الظاهر، ومحله الجر، أي: من مني يمنَى، أو: للنطفة حملًا على المعنى، فحمل عليه فَذُكّرَ.

وقوله: {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ} الضمير في {مِنْهُ} للمني، وقيل: للإنسان (٣). و (جعل) بمعنى خَلَقَ، فلذلك تعدى إلى مفعول واحد، أي: خلق منه أولادًا ذكورًا وإناثًا.

وقوله: {الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} بدل من {الزَّوْجَيْنِ}.

وقوله: {أَنْ يُحْيِيَ} الجمهور على فتح الياء الأخيرة، وهو الوجه لوجود فاتحها، وقرئ: بإسكانها (٤) استثقالًا للحركة عليها، وقد أجازت النحاة إسكان هذه الياء في موضع النصب في النظم والنثر. وإن كان بابه النظم نحو:

٦١٥ - يا دَارَ هِنْدٍ عَفَتْ إلَّا أَثَافِيها ... . . . . . . . . . . . (٥)


(١) هذه قراءة أكثر العشرة كما سيأتي.
(٢) قرأها حفص، ويعقوب. وانظر القراءتين في السبعة/ ٦٦٢/. والحجة ٦/ ٣٤٦ - ٣٤٧. والمبسوط/ ٤٥٣/. والتذكرة ٢/ ٦٠٦.
(٣) كلاهما واحد، واقتصر الطبري ٢٩/ ٢٠١. والنحاس ٣/ ٥٧٠ على الإنسان. وانظر القولين في القرطبي ١٩/ ١١٧.
(٤) قرأها طلحة بن سليمان، والفياض بن غزوان. انظر المحتسب ٢/ ٣٤٢. والمحرر الوجيز ١٦/ ١٨١. والبحر ٨/ ٣٩١.
(٥) للحطيئة، وعجزه:
. . . . . . . . . . . . . . ... بين الطوى فصارات فواديها
وانظره في الكتاب ٣/ ٣٠٦. والمحتسب ١/ ١٢٦. والخصائص ١/ ٣٠٧. وأمالي ابن الشجري ٢/ ٢١. والمفصل/ ٤٥٥/.

<<  <  ج: ص:  >  >>