قوله عز وجل:{كَلَّا} ردع وزجر، أي: لا تعد إلى مثله، وقد جوز أن يكون بمعنى حقًّا، فيكون متصلًا بما بعده. وقيل: بمعنى (ألَا) على افتتاح الكلام على معنى: أَلَا ...
{إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}: الضمير للسورة، أو للآيات، أو للأنبياء، أو للقصص، أو للمقالة، أو لمواعظ القرآن. {تَذْكِرَةٌ} أي: موعظة يجب الاتعاظ بها.
وقوله:{فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ}(مَنْ) مبتدأ، خبره {شَاءَ}، على معنى: من شاء ذكر القرآن فاتعظ بما فيه، وإنما لم يقل: ذكرها، لأن المراد بالتذكرة: القرآن والوحي، أو لأن التذكرة في معنى الذكر، أو الوعظ، أو التذكير. أو ذكره على معنى: من شاء الله ألهمه وفهمه القرآن. و (مَنْ) يجوز أن تكون شرطية، وأن تكون موصولة.
وقوله:{فِي صُحُفٍ} في موضع النعت لتذكرة، وما بينهما اعتراض، أي: مثبتة في صحف. {مُكَرَّمَةٍ} نعت لصحف، أي: مكرمة عند الله تعالى، وكذا {مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ} نعت بعد نعت، أي: مرفوعة في السماء السابعة، أو مرفوعة القدر، مصونة عن أن تنالها أيدي الشياطين. وكذا {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} في موضع الصفة لصحف. و {مَا أَكْفَرَهُ} في (ما) هنا وجهان،
= والكشاف ٤/ ١٨٥. والمحرر الوجيز ١٦/ ٢٣٠. كما نسبت في زاد المسير ٩/ ٢٨ إلى أُبي بن كعب - رضي الله عنه -، وابن السميفع، والجحدري ونص ابن عطية على أنها بضم التاء، وسكون اللام.