للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والإيثاق، والمعنى: لا يعذب أحد أحدًا تعذيبًا مثل تعذيب الله للكافر، ولا يوثق أحد أحدًا إيثاقًا مثل إيتاق الله للكافر. وقيل: المعنى لا يملك أحد التعذيب في القيامة إلا الله، كأنه قيل: لا يملك عذابه أحد، لأن الأمر له وحده في ذلك اليوم.

أبو علي: يجوز أن يكون المعنى: لا يعذب أحد أحدًا تعذيبًا مثل تعذيب هذا الكافر، فالضمير على هذا في {عَذَابَهُ} و {وَثَاقَهُ} للإنسان الكافر (١).

وقرئ: بفتح الذال والثاء على البناء للمفعول (٢)، وهو {أَحَدٌ}، والضمير في {عَذَابَهُ} و {وَثَاقَهُ} للإنسان السابق ذكره: أي: لا يُعَذَّبُ أحد تعذيبه، ولا يوثق أحد إيثاقه. و {يَوْمَئِذٍ}: ظرف لـ {يُعَذِّبُ} ومحله النصب، وعن أبي علي: أنه في موضع رفع بالابتداء وخبره ما بعده والعائد محذوف، كأنه قيل: يوم القيامة لا يعذب فيه عذابه أحد.

وقوله: {رَاضِيَةً} منصوب على الحال من ياء النفس، وكذا {مَرْضِيَّةً}، أي: راضية بما أوتيت، مرضية عند الله قد رضي عملها، والمعنى: مرضي عملها، والله تعالى أعلم بكتابه.

هذا آخر إعراب سورة الفجر

والحمد لله وحده


(١) الحجة ٦/ ٤١٢.
(٢) أي: (لا يُعَذَّبُ ... ولا يُوثَقُ .. ) وهي قراءة الكسائي، ويعقوب. والباقون على الأولى كما تقدم. انظر السبعة / ٦٨٥/. والحجة ٦/ ٤١١. والمبسوط / ٤٧١/. والتذكرة ٢/ ٦٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>