للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرئ: (إنَّ القوة لله) بالكسر (١) على الاستئناف، وجواب (لو) على هذه محذوف، أو على الحكاية، أي: لقالوا: إن القوة لله جميعًا.

و{جَمِيعًا}: حال من المستكن في الظرف، والعامل فيها الظرف.

وقوله: {إِذْ يَرَوْنَ} قرئ: (إذ يُرَون) على البناء للمفعول (٢)، لقوله: {يُرِيهِمُ اللَّهُ} (٣). ومن قرأ (إذ يَرَوْنَ) على البناء للفاعل، فلقوله: {وَرَأَوُا الْعَذَابَ} (٤).

{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (١٦٦)}

قوله عزَّ وجلَّ: {إِذْ تَبَرَّأَ} بدل من {وَرَأَوُا الْعَذَابَ}، أو ظرف لقوله: {شَدِيدُ الْعَذَابِ} (٥)، أو مفعول لمضمر، أي: اذكر إذ تبرأ.

والجمهور على البناء للمفعول في الأول، وعلى البناء للفاعل في الثاني في قوله: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا} أي: تبرأ المتبوعون - وهم الرؤساء والقادة في الشِّرْكِ والشَّرِّ - من أتباعهم في الكفر.

وقرئ: بالعكس (٦)، أي: تبرأ الأتباع من الرؤساء، والتبرؤ: إظهارُ البراءةِ.

{وَرَأَوُا الْعَذَابَ}: الواو للحال وقد مرادة، وذو الحال {الَّذِينَ}، أي: تبرؤوا في حال رؤيتهم العذاب.


(١) هي قراءة أبي جعفر، ويعقوب من العشرة، انظر المبسوط / ١٣٩/، والتذكرة ٢/ ٢٦٣، ونسبها ابن عطية في المحرر ٢/ ٣٩ إلى الحسن، وقتادة، وشيبة أيضًا.
(٢) قراءة صحيحة انفرد بها ابن عامر، انظر السبعة/ ١٧٤/، والحجة ٢/ ٢٥٨، والمبسوط/ ١٣٩/.
(٣) من الآية: ١٦٧، الآتية.
(٤) من الآية التالية، والقراءة لبقية العشرة.
(٥) من الآية السابقة.
(٦) هي قراءة مجاهد كما في الكشاف ١/ ١٠٦، والمحرر الوجيز ٢/ ٤١، والبحر ١/ ٤٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>