للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمصدر مضاف إلى: المفعول وهو ضمير المال، أي: مع حب المال والشح به كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: "أن تؤتيه وأنت صحِيحٌ شَحِيحٌ تَأْمُلُ العيش، وتَخشَى الفَقْرَ، ولا تُمْهل حتى إذا بلغت الحُلْقُومَ قلت: لِفُلانٍ كذا، ولِفُلانٍ كذا (١) ". أو ضمير اسم الله لتقدم ذكره في قوله: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ}. أو ضمير الإيتاء، وهو أن يعطيه وهو طيب النفس بإعطائه.

و{ذَوِي الْقُرْبَى}: نصب بـ (آتى) مفعولٌ ثانٍ له. ولا يجوز أن يكون نصبًا بالمصدر الذي هو الحب؛ لأنه يتعدى إلى مفعول واحد وقد استوفاه.

ويحتمل أن يكون المصدر مضافًا إلى الفاعل، وهو ضمير {مَنْ} في قوله: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} (٢)، والمفعول على هذا أحدُ الشيئين: إما محذوف وهو المال، على تقدير: وآتى المال على حبه المال، أو {ذَوِي الْقُرْبَى}، والمفعول الثاني لـ (آتى) على هذا: محذوف، أي: وآتى المال مستحقِيه، أو أربابَه.

{وَفِي الرِّقَابِ}: أي: وفي معاونة الرقاب، وهم المكاتَبون حتى يَفُكُّوا رقابهم. و (في) متعلقةٌ بـ (آتى) أي: وآتى في الرقاب.

{وَالْمُوفُونَ}: عطف على {مَنْ آمَنَ}، أي: الذين آمنوا والموفون. ويحتمل أن يكون خبر مبتذأ محذوف، أي: وهم الموفون،


= وقد نسب هذان البيتان لغيلان - أو لعيلان - بن شجاع النهشلي. انظر الاشتقاق، واللسان في الموضعين السابقين، والبيت الثاني من شواهد النحاس في إعرابه ١/ ٣٢٢.
(١) هكذا ساقه الزمخشري ١/ ١٠٩ عن ابن مسعود رضي الله عنه، والذي أخرجه الطبري ٢/ ٩٥ - ٩٦ عن ابن مسعود رضي الله عنه من عدة أوجه، لكن بدون قوله: "ولا تمهل حتى ... " وهو بهذا اللفظ تقريبًا حديث صحيح متَّفقٌ عليه، رواه أبو هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، أخرجه البخاري في الزكاة، باب صدقة الصحيح الشحيح (١٤١٩)، ومسلم في الزكاة، باب بيان أن أفضل الصدقة صدقة الصحيح الشحيح (١٠٣٢).
(٢) بهذا يكون لعودة الضمير الذي في (حبه) أربعة أوجه، انظرها أيضًا في مشكل إعراب القرآن ١/ ٨٢ - ٨٣، والمحرر الوجيز ٢/ ٥٧، والبيان ١/ ١٣٩ - ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>