للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أماله، وصَاره يَصيره صَيْرًا، إذا قطعه. وأنشد:

١٠٧ - وغلامٍ رأيتُه صارَ كَلْبًا ... ثُمَّ في ساعتَينِ صار غَزالا (١)

أي قَطَّعَ كَلْبًا، ثم قطع غزالًا.

وتعلق (إلى) بقوله: {فَخُذْ}، أو بقوله: {فَصُرْهُنَّ}، والتقديم والتأخير على ما ذكرت قبيل على قدر المعنيين، فاعرفه.

وقد جُوّز أن تكون {إِلَيْكَ} في موضع نصب على الحال من المفعول وهو الهاء والنون في {فَصُرْهُنَّ}، أي: فصرهن مُقَرَّبَةً، أو مُمالةً وما أشبه هذا (٢).

وقرئ: (فصُرّهن) بضم الصاد مع تشديد الراء (٣)، ثم منهم من يضم الراء، ومنهم من يفتحها، ومنهم من يكسرها، فالضم على الإتباع، والفتح لالتقاء الساكنين لخفة الفتح، والكسر على أصل التقاء الساكنين، مثل: مدُّهُنَّ ومُدَّهن ومدِّهنّ بضم الدال وفتحها وكسرها، كما ترى (٤).

وقريء أيضًا: (فصرَّهن) بكسر الصاد وفتح الراء (٥)، وكلتاهما من صَرَّهُ يَصُرُّهُ ويَصرُّهُ، إذا جمعه، غير أن فَعِلَ يفعِلُ في المضاعف المتعدي قليل، وقد أتى منه: نَمَّ الحديثَ ينُمُّه وينِمُّهُ، وفَعَلَ يَفْعُلُ فيه كثير، كصَبَّ الماء يصُبُّه، وشد الحبل يشدُّه، فاعرفه (٦).


(١) لم أجده في المصادر التي بين يدي.
(٢) ذكر العكبري ١/ ٢١٢ هذا الإعراب وجوَّده.
(٣) نسبت هذه القراءة في المحتسب ١/ ١٣٦ إلى عكرمة، ونسبها الزمخشري ١/ ١٥٩ إلى ابن عباس رضي الله عنهما.
(٤) هذا الكلام كهو في التبيان ١/ ٢١٢.
(٥) مع تشديد الراء كما في المحتسب الموضع السابق، ونسبها إلى ابن عباس رضي الله عنهما.
(٦) الكلام هنا لابن جني في المحتسب ١/ ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>