للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٢٧١)}.

قوله عز وجل: {فَنِعِمَّا} نِعْمَ: فعل غير متصرف، وفيه أربع لغات (١): نَعِمَ كعَلِمَ وهو الأصل، ثم تقول: نِعِمَ فتتبع الكسرة الكسرة، ثم نِعْم، فَتُسْكِنُ العين، ثم نَعْمَ تفتح النون وتُسْكِنُ العينَ، كما يُفعل في كَتِف. وقد مضى الكلام على نعم وبئس فيما سلف من الكتاب بأشبع ما يكون (٢).

وفاعل نعم مستكن وهو ضمير الصدقات، و (ما) في موضع نصب على التمييز، وهي نكرة غير موصولة ولا موصوفة.

و{هِيَ}: هو المخصوص بالمدح، أي: فنعم شيئًا هي، والأصل فنعم شيئًا إبداء الصدقات؛ لأن المقصود بالمدح هو الإِبداء، ثم حذف وأقيمت الصدقات مُقامه، ثم كُني عن الصدقات؛ بشهادة قوله تعالى: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.

{فَهُوَ}: كناية عن الإِخفاء، أي: فالإخفاء خير لكم، كما كني عن الإبداء.

وقوله: {هِيَ}: يحتمل أن تكون في موضع رفع بالابتداء، وما قبلها الخبر. واستُغني عن الراجع من الجملة إلى المبتدأ، لاشتمال الجنس على فاعل نعم. وأن تكون خبر مبتدأ محذوف، كأنه لما قيل: {فَنِعِمَّا}، قيل: ما الشيء الذي مدح؟ فقيل: هي، أي: الممدوح هي.

(وَنُكَفِّرُ عنكم من سيئاتكم) قرئ: بالنون مرفوعًا على أنه خبر مبتدأ


(١) وبالثلاث الأولى التي سوف يذكرها قرأ القراء المعتبرون. انظر السبعة / ١٩٠/، والحجة ٢/ ٣٩٦، والمبسوط ١٥٣ - ١٥٤، والتذكرة ٢/ ٢٧٧.
(٢) وذلك عند إعراب الآية: ٩٠ من هذه السورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>