للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثلَ ما علمه الله (١). و (ما) موصول وعائده محذوف، أي: كما علمهوهُ اللَّهُ إنْ قَدَّرْتَه متصلًا، أو: كما علمه الله إياه إن قدرته منفصلًا. والهاء في {عَلَّمَهُ} تعود على الكاتب.

{وَلْيُمْلِلِ}: الإملال والإِملاء لغتان فاشيتان، يقال: أمللت عليه الكتاب، وأمليتُه عليه (٢). وقد ورد بهما الكتاب العزيز، قال الله تعالى: {وَلْيُمْلِلِ} (٣)، وقال: {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ} (٤).

{وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا}: (منه) يحتمل أن يكون متعلقا بقوله {وَلَا يَبْخَسْ}، وأن يكون متعلقًا بمحذوف على أن يكون في موضع نصب على الحال لتقدمه على الموصوف وهو {شَيْئًا}، أي: ولا يبخس شيئًا كائنًا منه، أي من الحق، والبخس: النقص.

{أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ}: في موضع نصب لكونه عطفًا على خبر كان، أي: فإن كان الذي عليه الحق سفيهًا محجورًا عليه لتبذيره وجهله بالتصرف، أو ضعيفًا صبيًّا، أو شيخًا مُخْتَلًا، أو غير مستطيع للإِملال بنفسه لِعِيٍّ به، أو خَرَسٍ على ما فسر (٥).

وقوله: {أَنْ يُمِلَّ هُوَ} {هُوَ}: ها هنا توكيد للمستكن في {يُمِلَّ}. {فَلْيُمْلِلْ}: الفاء وما بعدها جواب الشرط. {وَلِيُّهُ}: الذي يلي أمره من وصي أو وكيل.

{بِالْعَدْلِ}: أي ملتبسًا به، فيكون في موضع نصب على الحال،


(١) انظر هذا الإعراب في البيان ١/ ١٨٢، والتبيان ١/ ٢٧٧.
(٢) نسب النحاس ١/ ٢٩٧ الأولى إلى أهل الحجاز وبني أسد. والثانية إلى تميم. وانظر الصحاح (ملا).
(٣) من هذه الآية.
(٤) سورة الفرقان، الآية: ٥.
(٥) هذا من كلام الزمخشري ١/ ١٦٨، وهو للطبري ٣/ ١٢٢ قبله، وانظر تفسير الماوردي ١/ ٣٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>