للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اذكر يا محمد يوم تجد. وأن يكون ظرفًا، واختلف في العامل، فقيل: {قَدِيرٌ} (١). وقيل: {الْمَصِيرُ} (٢). وقيل: {وَيُحَذِّرُكُمُ} (٣) وليس بشيء، لأنَّ تحذيرَ اللَّهِ تعالى عبادَهُ إنما هو في الدنيا لا في الآخرة (٤)، ولكن يكون العامل فيه مفعول التحذير على قياس قول أبي إلسحاق، لأنه قال في قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} تقديره: عقاب نفسه (٥)، فيكون العامل فيه هذا المحذوف لا قوله: {وَيُحَذِّرُكُمُ} لما ذكرت آنفًا، فاعرفه (٦).

وأصل {تَجِدُ} تَوْجِد، ولكن لما حذفت الواو في يجد لوقوعها بين ياء وكسرة، أُتبع سائر حروف المضارعة الياء في الحذف، ليجري الباب على سَنن واحد (٧).

{مَا عَمِلَتْ}: (ما) يحتمل أن تكون موصولة وعائدها محذوف، أي: عملته. وأن تكون مصدرية أي: عملها، وهي في كلا التقديرين في موضع نصب بقوله: {تَجِدُ} المتعدي إلى مفعول واحد (٨).

و{مُحْضَرًا}: منصوب على الحال، إما من العائد المحذوف إن جعلت


(١) من الآية التي قبلها، وهذا القول جوزه مكي في المشكل ١/ ١٣٤، وابن الأنباري في البيان ١/ ١٩٩.
(٢) من الآية (٢٨). وهذا القول جوزه الزجاج ١/ ٣٩٧، والنحاس ١/ ٣٢١، ومكي/ ١٣٤.
(٣) من الآية (٢٨) أيضًا، ولا يجوز أن ينتصب بـ (يحذركم) المتأخرة، لأن واو النسق لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. انظر الدر المصون ٣/ ١١٤. وكونه منصوبًا بـ (يحذركم) هو قول الزجاج ١/ ٣٩٧، والنحاس ١/ ٣٢٠، ٣٢١، ومكي ١/ ١٣٤ وقدموه.
(٤) تبع ابن هشام في المغني/٦٩٩/ المؤلفَ في هذا الرد وبنفس العبارة تقريبًا.
(٥) كذا ذكر العكبري ١/ ٢٥٢، والسمين ٣/ ١١٤ عن أبي إسحاق أيضًا لكن النسخة التي بين = يدي من معاني الزجاج ١/ ٣٩٧ ليس فيها كلمة (عقاب)، وكذا قدرها النحاس ومكي بدون كلمة (عقاب). انظر الموضعين السابقين فيهما.
(٦) بقي إعراب بدأ به الزمخشري ١/ ١٨٤ وهو كون (يوم) منصوبًا بـ (تود). وانظر البحر، والدر.
(٧) انظر الممتع ١/ ١٧٤.
(٨) جوز أبو البقاء ١/ ٢٥٢ كونه يتعدى إلى مفعولين، لكنه رجح الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>