للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الشرط حيث كان ماضيًا، حمل الجواب عليه فلم يجزم، وترك على أول أحواله وهو الرفع، فهو مرفوع في اللفظ مجزوم في المعنى، قال زهيرٌ (١):

١٢٠ - وإنْ أتَاهُ خَلِيلٌ يَومَ مَسْأَلةٍ (٢) ... يَقُولُ لا غائبٌ مَالي ولا حَرِمُ (٣)

فرفع (يَقُولُ) كما ترى. وأما الجزم فعلى الظاهر، لأجل أن الأصل أن تجزم، وإنما لم تجزم الشرط لامتناع الجزم في الماضي.

وأنكر الزمخشري، والرماني، وأبو جعفر المهدوي (٤) أن تكون {مَا} هنا شرطية لارتفاع {تَوَدُّ}، وأجازه أبو محمد (٥) بشرط جزم تود وهو سهو منهم لما ذكرت، وهو من باب اعكس تُصِبْ (٦).

و{أَمَدًا}: اسم {أَنَّ}، والخبر الظرف. والأمد: المسافة.

{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣١)}:

قوله عز وجل: {يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} الجمهور على ضم الياء وكسر الباء،


(١) هو زهير بن أبي سلمى الشاعر الجاهلي صاحب المعلقة المشهورة، لم يدرك الإسلام، وأدركه ابناه كعب وبجير فأسلما رضي الله عنهما.
(٢) في (ب): مَسْغَبَة، وهي رواية الجوهري (خلل).
(٣) البيت قاله زهير في مدح هرم بن سنان، وهو من شواهد سيبويه ٣/ ٦٦، والمقتضب ٢/ ٧٠، والكامل ١/ ١٧٤، ومعاني الزجاج ٢/ ١١٣، ومعاني النحاس ٢/ ٢٠٠، والصحاح (خلل)، والمفصل/ ٣٨٣/، والإنصاف ٢/ ٦٢٥.
(٤) هكذا (المهدوي) وأظنها (المرادي) وهو أبو جعفر النحاس. وقد سقط الاسم من (د) و (ط).
(٥) هو مكي بن أبي طالب القيسي صاحب المصنفات الكثيرة في القراءات وعلوم القرآن وإعرابه، أصله من القيروان، وسكن قرطبة، وسمع بمكة ومصر، توفي سنة سبع وثلاثين وأربع مائة.
(٦) انظر مشكل إعراب القرآن ١/ ١٣٥، والكشاف ١/ ١٨٤، والتبيان ١/ ٢٥٣، وإعراب النحاس ١/ ٣٢١، وتفصيلًا واسعًا في الدر المصون ٣/ ١١٧ - ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>