للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: الجواب {تَنَازَعْتُمْ}، والواو مزيدة.

وقيل: الجواب {صَرَفَكُمْ}، و {ثُمَّ} مزيدة، عن أبي علي (١).

وما ذكرته أمتن لوجهين:

أحدهما: أن حذف الجواب أحسن وأبلغ من جهة الإِيجاز والوعيد.

والثاني: أن الحرف لا يحكم بزيادته في الكتاب العزيز مهما وُجِدَتْ مَندوحةٌ عنه.

وقوله: {مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ}. {مَا أَرَاكُمْ} مصدرية، و {مَا تُحِبُّونَ} موصولة في موضع نصب مفعول ثان لأراكم، والعائد محذوف، أي: تحبونه.

وقولُهُ: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا} (مَن) موصولٌ في موضع رفع بالابتداء، وخبره {مِنْكُمْ} وما بعده مثله.

{إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٥٣)}:

قوله عز وجل: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} (إذ) منصوب بإضمار اذكر، أو بـ {عَفَا}، أو بـ {صَرَفَكُمْ}، أو بقوله {لِيَبْتَلِيَكُمْ} (٢).

والجمهور على ضم التاء وكسر العين في {إِذْ تُصْعِدُونَ}، من الإِصعاد وهو الذَّهاب في مستوى الأرض، تعضده قراءه من قرأ: (تصعدون في الوادي) وهو أُبي (٣) - رضي الله عنه -.


(١) قول أبي علي مع القول الذي سبقه ذكرهما ابن عطية ٣/ ٢٦٣.
(٢) الكلمات الثلاث من الآية السابقة.
(٣) كذا ذكرها أيضًا الطبري ٤/ ١٣٢، والزمخشري ١/ ٢٢٣، وابن عطية ٣/ ٢٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>