للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ثعلب: كل امرأة عفيفة محصنة ومحصنة، وكل امرأة متزوجة مُحصَنة بالفتح لا غير (١)، وأنشد:

١٥٢ - أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِنْ عَبْدِهِمْ ... تِلْكَ أَفْعَالُ القِزَامِ الوَكَعَهْ (٢)

أي: زوجوا، والقزام: اللئام، وكذا الوكعة.

فإذا فُهم هذا، فالجمهور على فتح الصاد هنا في قوله: {وَالْمُحْصَنَاتُ}؛ لأن المراد بهن ذوات الأزواج، وذوات الأزواج محصَناتٌ؛ لأن أزواجهن أحصنوهن، أي: أَعَفُّوهُن.

وقريء هنا أيضًا بكسر الصاد (٣)؛ لأنهن أحصن فروجهن بالتزويج، فهن مُحصنات بالفتح ومحصِنات بالكسر، وما عدا هذا الموضع قرئ بالفتح والكسر، وكلتاهما مشهورة (٤)، فالفتح على أن غيرها أحصنها وهو الزوج أو الإِسلام والعفة والحرية، والكسر على أنها هي أحصنت فرجها بأحد الأوجه الأربعةِ على ما ذُكر وشُرح.

و{مِنَ النِّسَاءِ}: في محل النصب على الحال من (الفحصَنَاتُ)، والعامل فيها {حُرِّمَتْ}، أي: وحرمت المحصناتُ كائناتٍ من النساء.

وقوله: {إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} (ما) في موضع نصب على الاستثناء وهو متصل، أي: وحرمت عليكم ذوات الأزواج إلّا اللاتي سبيتموهن ولهن


(١) انظر قول ثعلب أيضًا في مقاييس اللغة ٢/ ٦٩، والصحاح (حصن).
(٢) كذا ذكره الجوهري أيضًا، وتبعه صاحب اللسان، كلاهما في (حصن).
(٣) نسبها الزمخشري ١/ ٢٦١ إلى طلحة بن مصرف، وقال ابن عطية ٤/ ٧٨: وروي عن علقمة أنه قرأ جميع ما في القرآن بكسر الصاد. قلت: قال ذلك الفراء ١/ ٢٦٠ عنه أيضًا لكن استثنى هذا الموضع. وفي الإتحاف ١/ ٥٠٨: عن الحسن بالكسر في الكل.
(٤) اتفقوا على فتح الصاد في هذا الموضع، وقرأ الكسائي وحده بكسرها في جميع القرآن ما عدا هذا الموضع. انظر السبعة / ٢٣٠/، والحجة ٣/ ١٤٦، والمبسوط / ١٧٨/، والتذكرة ٢/ ٣٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>