للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصفة بالفعل نفسه (١).

والجمهور على ترك تسمية الفاعل في (خُلِقَ)، وقرئ: (وَخَلَق الإِنسانَ) على البناء للفاعل - وهو الله تعالى - ونصب الإِنسان (٢).

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (٢٩)}:

قوله عز وجل: {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} أن وما عملت فيه في موضع نصب على الاستثناء المنقطع، أي: لكن اقصدوا كَوْنَ تجارةٍ. {تِجَارَةً} نصب على خبر كان، واسمها مضمر فيها، أي: إلّا أن تكون المعاملةُ أو التجارةُ تجارةً عن تراض.

وقرئ: (تجارةٌ) بالرفع (٣)، أي: إلّا أن تَقَعَ تجارةٌ. و {عَنْ تَرَاضٍ} في موضع نصب أو رفع على أنها صفة لتجارة، أي: تجارةً صادرةً أو تجارةٌ صادرةٌ عن تراض، على قدر القراءتين في {تِجَارَةً}، و {مِنْكُمْ} نعت لـ {تَرَاضٍ}.

{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (٣٠)}:

قوله عز وجل: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا} (مَن): شرطية في موضع رفع بالابتداء، والخبر فعل الشرط وجوابه وهو


(١) كذا أيضًا في التبيان ١/ ٣٥٠. فيكون الإعراب على هذا منصوبًا بنزع الخافض. وهناك إعراب آخر ذكره ابن عطية ٤/ ٩٠ وهو أن خلق بمعنى جعل، فيكون (ضعيفًا) على هذا مفعولًا ثانيًا.
(٢) نسبت إلى ابن عباس رضي الله عنهما، انظر معاني النحاس ٢/ ٦٩، والكشاف ١/ ٢٦٤، والمحرر الوجيز ٤/ ٩٠ ونسبها أيضًا إلى مجاهد.
(٣) هي قراءة أكثر العشرة، وقرأ بالنصب: الكوفيون. انظر السبعة/ ٢٣١/، والحجة ٣/ ١٥٢، والمبسوط/ ١٧٨/، والتذكرة ٢/ ٣٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>