للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأدغمت الواو في الياء بعد أن قلبت ياء على الأصل المعروف، وأن يكون في موضع الحال، أي: قالوا ذلك لاوِينَ.

و{وَطَعْنًا} عطف عليه، وحكمه حكمه في جميع ما ذكرت. و {فِي الدِّينِ} متعلق بقوله: {وَطَعْنًا}.

وقوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ} أن في موضع رفع بإضمار فعل؛ لأن {لَوْ} تطلب الفعل، كـ (إن) الجزائية، أي: ولو ثبت قولهم سمعنا وأطعنا.

{لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}: اللام جواب {لَوْ}، و {خَيْرًا} خبر كان، واسمها مضمر فيها، أي: لكان قولُهم ذلك خيرًا. و {لَهُمْ} متعلق بقوله: {خَيْرًا}، وهو بمعنى أَخْيَرَ ومِن محذوفة. والمعنى: لكان خيرًا لهم عند الله من الاستهزاء والطعن في الدين، يعضده ما عطف عليه وهو {وَأَقْوَمَ}، أي: وأعدل وأَسَدّ.

وقوله: {وَانْظُرْنَا} الجمهور على وصل الألف وضم الظاء من النظر، أي: وانظر إلينا. وقرئ: (وأَنظِرنا) بقطع الألف وكسر الظاء (١)، من الإِنظار، وهو الإمهال.

وقوله: {إِلَّا قَلِيلًا} فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه نعت لمصدر محذوف، أي: فلا يؤمنون إلّا إيمانًا قليلًا، وفيه وجهان: أحدهما - أن يريد بالقلة الضَّعْفَ والركاكةَ، أي: إيمانًا ضعيفًا ركيكًا لا يُعْبَأُ به، وهو إيمانهم بمن خَلَقَهم مع كفرهم بغيره. والثاني - أن يريد بها العدم، أي: لا يؤمنون البتة.

والثاني: أنه نعت لزمان، أي: إلّا وقتًا قليلًا.

والثالث: أنه استثناء من قوله: {فَلَا يُؤْمِنُونَ}، أي: إلّا قليلًا منهم قد


(١) قرأها أُبي رضي الله عنه كما في الكشاف ١/ ٢٧٢، والبحر ٣/ ٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>