للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان من جِلَّة فقهاء تونُس وعلمائِها، علَّامةً محقِّقًا فهَّامة، أخذ عن ابن عرفة والقاضي أبي مهدي عيسى الغبريني وغيرهما (١)، وله أجوبة مسائل الإمام ابن سمعة الأندلسي المنوَّعة حين وجَّهها إلى إفريقيَّة، ذكره القاضي أبو يحيى بن عاصم، ونقل عنه أبو القاسم بن ناجي في «شرح المدوَّنة»، والوَنْشَرِيْسِيُّ في «المعيار المُعْرِب» (٢)، توفِّي سنة ٨٣٩ هـ.

وأبوه المذكور هو سلطان الدَّولة الحفصيَّة (٣)، وتولَّى السَّلطنةَ من بعده أخوه أميرُ المؤمنين أبو فارس عبد العزيز (عزوز) (٤)، وكان من مناقب السُّلطان أبي فارسٍ ما ذكره السَّخاويُّ بقوله: «أرسَل يستدعي نسخةً من (فتح الباري) لشيخنا، بتحريك الزَّين عبد الرَّحمن البرعكي، فجُهِّز له ما كمل، وهو قدر الثُّلثين منه، وبهذه الواسطة كان تجهَّز لكتبة الشَّرح - بل ولجماعة مجلس الإملاء - ذهبًا يُفرَّق عليهم على قدر مراتبهم» (٥).


(١) نقل في «نيل الابتهاج» (ص ٢٩٧) عن الأمير محمد قوله: «شيخنا ابن عرفة وشيخنا الغبريني ممَّن يجتهد في المذهب، ولا يُحتاج للدَّليل على ذلك؛ إذ العيان شاهدٌ بتلك».
(٢) (١/ ٢٤)، فقد نقل عنه مسألة في الطَّلاق.
(٣) الفارسيَّة في مبادئ الدَّولة الحفصيَّة (ص ١٧٧)، الأدلَّة البيِّنة النَورانيَّة (ص ١٠٨)، الدُّرر الكامنة (١/ ٢٥٧).
(٤) الفارسيَّة في مبادئ الدَّولة الحفصيَّة (ص ١٨٩)، الأدلَّة البيَّنة النَّورانيَّة (ص ١١٢).
(٥) الضَّوء اللَّامع (٤/ ٢١٤).

<<  <   >  >>