للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دلالة المبتدئين على المهم فالمهم وعدم غشِّهم]:

ز: وأن لا يَغُشَّ المبتدئين، بل يدلُّهم على المهمِّ فالمهمِّ (١)، فالدِّين النَّصيحة.

فإن دلَّهم على مُعَمَّرٍ عامِّيٍّ وعَلِم قصورهم في إقامة مرويَّات العامِّي؛ نَصَحهم ودلَّهم على عارفٍ يسمعون بقراءته، أو حضر مع العامِّيِّ وروى بنزولٍ؛ جمعًا بين الفوائد. •

[مراعاة آداب مجلس التَّحديث]:

* ورُوِي أنَّ مالكًا -رحمه الله- كان يغتسل للتَّحديث، ويتبخَّر، ويتطيَّب، ويلبَس ثيابه الحسنة، ويلزم الوقار والسَّكينة، ويزْبُر (٢) من يرفع صوته (٣).

[[ترتيل الحديث وترك الإسراع المذموم فيه]]

* ويُرتِّلُ الحديث (٤)، وقد تسمَّح النَّاس في هذه الأعصار بالإسراع المذموم، الذي يخفى معه بعضُ الألفاظ، والسَّماع هكذا لا مزيَّة (٥) له على الإجازة، بل الإجازة صدقٌ، وقولُك: «سمعتُ أو قرأتُ هذا الجزءَ كلَّه» مع التَّمتمة ودمج بعض الكلمات؛ كَذِبٌ.

وقد قال النَّسائيُّ في عِدَّة أماكنَ من «صحيحه» (٦): «وذكر


(١) «فالمهم» زيادة من م.
(٢) أي: يزْجُر وينْهَر، كما في «المصباح» (ز ب ر).
(٣) رواه الخطيب في «الجامع» (١/ ٤٠٦).
(٤) أي: يتمهَّل في قراءته، يقال: رتَّلْتُ القرآن ترتيلًا: تمهَّلتُ في القراءة ولم أعجل، كما في «المصباح» (ر ت ل).
(٥) في الأصل: «مِيْزة»، والمثبت من م.
(٦) ويعني به كتابه «المجتبى»، وهو المشهور بـ «السُّنن الصُّغرى»، ووَصَفه المصنِّف بالصِّحَّة تبعًا لجماعةٍ، كابن عديٍّ والدَّارقطنيِّ والحاكم والخطيب وغيرهم، كما في «النُّكت» لابن حجر (١/ ٤٨١) و «القول المعتبر» للسَّخاوي (ص ٤٩).

<<  <   >  >>