للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متنه وجَزالة لفظه، وما فيه من الثَّواب والخير، فكثيرٌ من المتون النَّبويَّة بهذه المثابة.

قال شيخنا ابن وَهْبٍ (١): «فعلى هذا يلزم إطلاق الحَسَن على بعض (الموضوعات)، ولا قائل بهذا (٢)».

- ثمَّ قال: «فأقول: لا يُشترط في الحَسَن قيدُ القصور عن الصَّحيح، وإنَّما جاء القصور إذا اقتُصِر على (حديثٌ حسَنٌ)، فالقصور يأتيه من قيد الاقتصار، لا من حيث حقيقتُه وذاتُه (٣)».

ثمَّ قال: «فللرُّواة صفاتٌ تقتضي قبول الرِّواية، ولتلك الصِّفات درجاتٌ بعضها فوق بعض، كالتَّيقُّظ والحفظ والإتقان.

فوجود الدَّرجة الدُّنيا كالصِّدق مثلًا وعدم التُّهَمة، لا يُنافيه وجودُ ما هو أعلى منه من الإتقان والحفظ، فإذا وُجِدت الدَّرجةُ العليا، لم ينافِ ذلك وجودَ الدُّنيا، كالحفظ مع الصِّدق، فصحَّ أن يُقال: (حسنٌ) باعتبار الدُّنيا (٤)، (صحيح) باعتبار العليا (٥).


(١) وهو ابنُ دقيق العيد.
(٢) من أهل الحديث إذا جرَوا على اصطلاحهم «الاقتراح» (ص ١٩٩).
(٣) في م و ب: «حقيقة ذاتِه» وقد شُكِلت التَّاءُ في م بالكسر، والأصل موافقٌ لـ «الاقتراح» (ص ١٩٩).
(٤) وهي الصِّدق مثلًا «الاقتراح» (ص ٢٠٠).
(٥) وهي الحفظ والإتقان «الاقتراح» (ص ٢٠٠).

<<  <   >  >>