للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال -أيضاً-: «يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء بمَ أخذ المال، أمِن حلالٍ أم من حرام» (١) .

وإلى قريب من هذا الجواب أشار شيخُنا -رحمه الله- فإنه قال في «فتح الباري» : «فإن قيل كيف دعا لأنس وهو خادمه بما كرهه لغيره، فيحتمل أن يكون مع دعائه له بذلك قرنه بأن لا يناله من قِبَل ذلك ضررٌ؛ لأن المعنى في كراهية اجتماع كثرة المال والولد إنما هو لما يُخشى في ذلك من الفتنة بهما، والفتنة لا تُؤمن معها الهلكة» ، انتهى كلام شيخِنا (٢) .

ويتأيّد بقول أنس -رضي الله عنه-: «أنه - صلى الله عليه وسلم - ما ترك خير آخرةٍ ولا دنيا إلا دعا له به» .

وإلى الفرق بين المالين الذين أحدهما وبالٌ، والآخر نوالٌ؛ أشار - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة» . وفي رواية: «هم الأخسرون» (٣) .


(١) أخرجه بنحوه: أحمد (٢/٤٣٥) ، والدارمي (٢٥٣٦) ، والبخاري (٢٠٥٩) ، والنسائي (٧/٢٤٣) ، والمروزي في «السنة» (٢١٤) ، وابن حبان (٦٧٢٦) ، والبيهقي (٥/٢٦٤) ، وفي «الدلائل» (٦/٥٣٥) ، وفي «الشعب» (٥٥٦٦) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (١٢/٣٢٧) ، والبغوي في «شرح السنة» (٢٠٣٣) من حديث أبي هريرة.
(٢) انظر: «فتح الباري» (١١/١٣٨) .
(٣) أخرجه الدارمي (١٦١٩) ، وأحمد (٥/١٥٢، ١٥٧، ١٦٦) ، وابن أبي شيبة ١٣/٢٤٤، والبخاري (١٤٦٠) ، ومسلم (٩٩٠) ، والنسائي في «الكبرى» (١٠٩٥٨- ١٠٩٦٤) ، وابن ماجه (٤١٣٠) ، ووكيع في «الزهد» (١٦٦) ، والطيالسي (٤٤٤) ، وابن منده في «الإيمان» (١/٢٢٢- ٢٢٣) ، والبزار في «مسنده» (٣٩٧٥- ٣٩٧٧، ٣٩٩٣، ٤٠٧١) ، وابن خزيمة (٢٢٥١) ، وابن حبان (٣٣٣١) ، وابن جرير في «تهذيب الآثار» (رقم ٣٩٥- ٤٠٧) ، والطبراني في «الأوسط» (٤٠٤٩) ، وابن بشران في «الأمالي» (رقم ١٣٦) ، والبيهقي (٤/٩٧، و١٠/١٨٩) ، والكلاباذي في «معاني الأخبار» (ص ٣٣٠) ، من حديث أبي ذرّ بلفظ: «الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة، إلا مَن قال بالمال: هكذا وهكذا وهكذا» .

وفي الباب عن أبي هريرة عند: أحمد (٢/٣٠٩، ٣٤٠، ٣٥٨، ٣٩١، ٣٩٩، ٥٢٥) ، وابن ماجه (٤١٣١) ، وهناد (٦٠٨) . =

<<  <   >  >>