للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويُروى عن الحسن والحسين أنهما قالا لعبد الله بن جعفر -رضي الله عنهم-: إنك قد أسرفت في بذل المال. فقال: بأبي أنتما وأمي، إن الله قد عودني أن يتفضّل عليَّ وعوّدتُه أن أتفضّل على عباده، فأخاف أن أقطعَ العادةَ فيقطع عني (١) .

وقال المأمون لمحمد بن عباد المهلبي: أنت مِتلافٌ، فقال: مَنعُ الجودِ سوءُ الظنِّ بالمعبود (٢) .


= يقضي عن الأباعد، ويحمل الكلَّ، ويطعم في المجاعة، ولا يصنع هذا بي؟
قال: فلك أربع حوائط، أدناها حائط منه خمسين وسقاً.
قال: وقدم البدوي مع قيس، فأراه وسقته، وحمله، وكساه. فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - من فعل قيس فقال: «إنه من بيت جُود» .
وقال الأعرابي لسعد حين قدم: والله ما مثل ابنك ضيَّعت ولا تركت بغير مال، فإنك سيدٌ من سادات قومك. نهاني الأمير أن أبيعه فقلت: لِمَ؟ قال: لا مال له. فلما انتسب عرفته، وتقدمت لما أعرف أنك تسمو إلى معالي الأخلاق وجسيمها، وأنك غير مذمومٍ لمن لا معرفة له لديك» . انتهى.
قال أبو عبيدة: أخرج هذا الحديث -مطولاً ومختصراً-: الواقدي في «المغازي» (٢/٧٧٥) وابن أبي الدنيا في «قرى الضيف» (رقم ١٩) ، والدارقطني في «المستجاد» (رقم ٤٧، ٤٨، ٥٠) ، وابن جرير في «التاريخ» (٢/١٤٧) ، وابن عبد البر في «الاستيعاب» (٣/١٢٩٠) ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤٩/٤٠٩-٤١٠، ٤١١، ٤١١-٤١٢، ٤١٤، ٤١٥) ، والمزي في «تهذيب الكمال» (٢٤/٤٣) من عدة مخارج، وطرقه لا تسلم من كلام، وبمجموعها ينهض هذا الحديث للاحتجاج، ويصل لدرجة الحسن لغيره.
وانظر كلام العلماء عليه في: «تخريج العراقي على أحاديث الإحياء» (٣/٣٦٢) ، «الإصابة» (٥/٤٧٦) ، «فتح الباري» (٨/٨١) ، وفي «زاد المعاد» (٢/١٥٩) تنبيه على عدم ثبوت ما ورد من كثرة نحر قيس بن سعد للجزر، وعبارته: «ولا يعقل أن تصل رواحله وحده إلى هذا العدد الكثير» .
قلت: اللهم إلا أن يكون اشترى ذلك من غير العسكر، كما نبه عليه ابن حجر.
(١) أخرجه البيهقي في «الشعب» (٧/٤٣٧ رقم ١٠٨٨٤) ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٢٧/٢٩٢) .
(٢) الخبر ذكره الغزالي في «الإحياء» (٨/١٩٠- مع «الإتحاف» ) ، والقلعي في «تهذيب الرياسة» (٣٧٢) ، والجهشياري في «الوزراء والكتاب» (ص ٢١٥) ، والنويري في «نهاية الأرب» (٣/٢٠٥) ، والتنوخي في «المستجاد» (رقم ٩٧- بتحقيقي) . =

<<  <   >  >>