للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأورد الزمخشريُّ في «الكشاف» (١) عند قوله -تعالى-: {وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً} [النساء: ٥] ، شيئاً من هذا.

وروينا في «المجالسة» (٢) عن الثوريِّ -أيضاً- أنه قال: «والله ما وضع رجلٌ يده قط في قصعة رجلٍ إلا ذلَّت له رقبته، وما أعرف موضعاً لعشرة دراهم لا، ولا لسبعٍ ولا لخمسٍ ولا لدرهم» .

وقد مال كثيرٌ من الشافعية إلى تفضيل الغني الشاكر على الفقير الصابر (٣) ،


= في «تهذيب الكمال» (١٤/٤٨٢) في ترجمة (أبي الزناد) وأثبت الناسخ قبلها بحرف دقيق (ابن) وكذلك هي بخط المصنف في «جوابه» المرفق بآخر رسالتنا هذه. والخبر -غير معزو- في «الكشاف» (٢/٢٤٧) ، وتحرف فيه إلى (صابتني) بدل (صانتني) فليصحح!
ثم ظفرت به في «الموفقيات» (١٦٧) معزواً لابن أبي الزناد! وكذا في «الأجوبة المرضية» (٢/٧٤٥) .
(١) انظر: الكشاف (١/٢٤٧) .
(٢) انظر: «المجالسة» (٦/٣٣٠ رقم ٢٧٢٢) ، وأخرجه -أيضاً- أبو نعيم في «الحلية» (٧/٥٩) مختصراً، والذهبي في سير أعلام النبلاء (٧/٢٤٣) ، وساقه الزمخشري في «ربيع الأبرار» (٤/٣٥٢) مختصراً مقتصراً على آخره.
(٣) اعتنى العلماء عناية شديدة في (المفاضلة بين الغنيّ الشاكر والفقير الصابر) ، وألفوا في ذلك المؤلّفات، والخلاف في المسألة ليس بمشهور بين المذاهب المتبوعة، وإنما الميل على حسب المشارب، ولجمع من أرباب المعاني والذوق مصنفات مفردة فيها انتصار ظاهر كتفضيل مطلق الفقر! ومن المخطوطات المحفوظة في مكتبة لا له لي للحارث المحاسبي «الرد على بعض العلماء من الأغبياء حيث احتج بأغنياء الصحابة!» . انظر: «تاريخ سزكين» (١/٦٤٢) .

ولمحمد بن علي المكي: «المفاخرة بين الغني والفقير» محفوظ في مكتبة العباسية بالبصرة، ولابن زبر «تشريف الفقر على الغنى» ، بينما لابن المنذر «تشريف الغني على الفقير» ، ثم ظفرت في «لسان الميزان» (٥/٢٨) أن ابن الأعرابي رد عليه بـ «تشريف الفقير على الغني!» ، وللكلاباذي «شرف الفقر على الغنى» ، ذكره في كتابه «معاني الأخبار» (ص ٣٣١) ، قال: «وقد أفردنا لشرف الفقر وأهله كتاباً جامعاً يشتمل على الأخبار والآثار المروية فيه، والحجج الكثيرة من جهة الخبر والنظر، ومعنى الأخبار التي وردت في الغنى ... » ، وللسرمري: «فضل الفقر على الغنى» وكذا لعلي بن محمد المصري، فيما أفاده كحالة في «معجم المؤلفين» (٧/١٧٩) ، وللطرطوشي: «الكلام في الفقر والغنى» ، ولأبي حيان: =

<<  <   >  >>