للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أوليائي صيانةً وحمايةً وحفظاً (١) .

وفي الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله قسَمَ بينكم أخلاقَكم وأرزاقَكم، وإن الله يعطي الدنيا من أحبّ ومن لا يحب، ولا يعطي الدِّين إلا من أحبّ» (٢) ، وقد يُوسِّعُها على أوليائه كمن أسلفتُ الإشارة بهم، ويُقدِّرُها على خلقٍ من أعدائه كفقر الكفار.

والمؤمن لا بدّ أن يُبتلى تارةً بالسراء ليشكر، وتارةً بالضرّاء ليصبر، فإن الإنسان صبّار شكور، وأما الفاجر فهو كنود يُعدّد المصائب وينسى النعم، وقد قال -تعالى-: {تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى} [المعارج:١٧] ؛ أي: تدعو النار من أدبر عن الحقّ، فتقول: إليّ يا مشرك، إليّ يا منافق، إليّ يا فاسق، إليّ يا ظالم، {وجَمَعَ


(١) انظر: «تفسير الطبري» (٢٤/٣٧٦- هجر) ، «الوسيط» (٤/٤٨٣) ، «الوجيز» (٢/١٢٠٠) ؛ كلاهما للواحدي، «الكشاف» (٤/٢١٠) ، «تفسير ابن كثير» (٤/٥٤٠) ، «المحرر الوجيز» (١٥/٤٤١) .
(٢) أخرجه مرفوعاً وموقوفاً: أحمد (١/٣٨٧) ، والمروزي في «زيادات الزهد» (١١٣٤) ، والبخاري في «التاريخ الكبير» (٤/٣١٣) ، وفي «الأدب المفرد» (٢٧٥) ، وأبو داود في «الزهد» (رقم ١٥٧) ، والبزار (٣٥٦٢) ، والشاشي في «مسنده» (٨٧٧) ، والطبراني في «الكبير» (٨٩٩٠) ، والإسماعيلي في «المعجم» (٢/٧٢٦- ٧٢٧ رقم ٣٤٢) ، والدولابي في «الكنى» (١/١٤١) ، والواحدي في «الوسيط» (٤/٤٨٣-٤٨٤) ، وأبو نعيم في «الحلية» (٤/١٦٤ و٥/٣٥) ، والحاكم (١/٣٣) -وصححه، ووافقه الذهبي-، والبيهقي في «الشعب» (٦٠٧، ٥٥٢٤) ، والأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (رقم ٧٢- ط. زغلول) ، والبغوي في «شرح السنة» (٢٠٣٠) ، وابن عدي في «الكامل» (٥/١١٥٨) من طرق عن عبد الله بن مسعود، وأوله: «إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ... » وفيه زيادة على المذكور.
وقال الدارقطني في «العلل» (٥/٢٧١) : «والصحيح موقوف» .
وعزاه السيوطي في «المعجم الكبير» (١/١٧٢-١٧٣) إلى العسكري في «الأمثال» .
قال أبو عبيدة: نعم، الموقوف على ابن مسعود -وهو عند البخاري، وأبي داود، والمروزي، والطبراني- أصح إسناداً، لكن الموقوف له حكم المرفوع، ويعضده شاهدان آخران، فيهما ما في تتمته من غير هذا القسم، انظرهما في «السلسلة الصحيحة» (٢٧١٤) .
وظفرت بما أخرجه ابن جرير في «تهذيب الآثار» (رقم ٥١٩) عن عبيد بن عمير قال: «الدنيا هيّنة على الله، يعطيها من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب» ، وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>