للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن شواهد ذلك: حديث أبي كبشة الأنماري -رضي الله عنه- رفعه: «إنما الدنيا لأربعة نفرٍ: عبدٍ رزقه الله مالاً وعلماً، فهو يَتقي به، ويصل فيه رحمَه، ويعمل لله فيه حقّاً، فهذا أفضل المنازل؛ وعبدٍ رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلانٍ فهو بنيته، فأجرهما سواء؛ وعبدٍ رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً، يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربَّه، ولا يصل فيه رحِمه، ولا يعمل لله فيه حقّاً، فهذا بأخبث المنازل؛ وعبدٍ لم يرزقه الله مالاً ولا علماً، فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلانٍ فهو بنيته فوزرهما سواء» (١) .

رواه الترمذي وابن ماجه.


(١) أخرجه أحمد (٤/٢٢٩) ، ووكيع في «الزهد» (٢٤٠) ، وابن ماجه (٤٢٢٨) ، وابن قانع في «معجم الصحابة» (٢/٢٢٢) ، وهناد في «الزهد» (٥٨٦) ، والحسين المروزي في «زوائده على زهد ابن المبارك» (٩٩٩) ، والفريابي في «فضائل القرآن» (١٠٥ و١٠٦) ، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (٢٦٣) ، والطبراني في «الكبير» (٢٢/٨٦٧) ، وابن الأعرابي في «المعجم» (٦٦٢) ، والبيهقي (٤/١٨٩) من طرق عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي كبشة. وسالم لم يسمع من أبي كبشة.
وروي الحديث بذكر الواسطة بين سالم وأبي كبشة وهو ابن أبي كبشة - كما عند ابن ماجه (٤٢٢٨م) ، والطبراني في «الكبير» (٢٢/٨٦٥) ، والبيهقي (٤/١٨٩) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٦/٧٩ -٨٠) - من طرق عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن أبي كبشة، عن أبي كبشة.
روى البيهقي بإثره: عن علي بن المديني أنه قال: ابن أبي كبشة هذا معروف، وهو: محمد بن أبي كبشة.
وذكره البخاري في «تاريخه» (١/١٧٦) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٥/٣٧٢) ، وقال الحافظ في «التقريب» (٨٤٨٦) : «مقبول» ، فهو لين الحديث، وقد توبع.

وقد تابعه أبو البختري سعيد الطائي كما عند: أحمد في «مسنده» (٤/٢٣١) ، والترمذي (٢٣٢٥) ، ويعقوب بن سفيان الفسوي في «تاريخه» (٣/١٩١) ، والطبراني في «الكبير» (٢٢/٨٥٥ و٨٦٨) ، والبغوي في «شرح السنة» (٤٠٩٧) ، والمزي في «تهذيب الكمال» (١٤/١٩٣) من طرق عن سعيد الطائي، به.
وقال الترمذي عقبه: «هذا حديث حسن صحيح» .

<<  <   >  >>