للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما وجبت عليه زكاةٌ قطّ، بل كان يُنفِدها أولاً فأولاً، بحيث يعطي الألف دينار دفعةً، والخمس مئة ونحو ذلك (١) .

وأما إمامنا الشافعيُّ -رحمه الله- فإنه قَدِم مرةً من اليمن إلى مكة ومعه عشرون ألف دينارٍ، فضرَب خيمةً خارجاً من مكةَ، وأقام حتى فرّقها كلّها (٢) .


(١) المذكور مأخوذ من «الإحياء» (٨/١٨٦-١٨٧- شرحه «إتحاف السادة المتقين» ) بتصرف، وأورد الزّبيدي قصصا ً وحكايات تدلل على غاية جود الليث وكرمه، وقال (٨/١٨٧) :
«وروى محمد بن رمح قال: كان دخل الليث في كل سنة ثمانين ألف دينار، ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط. وقال شعيب بن الليث: يستغلُّ أبي في السنة ما بين عشرين ألف دينار إلى خمسة وعشرين ألفاً، تأتي عليه السنة وعليه دين. وقال أبو سعيد بن يونس: وكانت غلّته من قرية قرقشندة على أربعة فراسخ من مصر، وبها كانت ولادته» .
قال أبو عبيدة: وانظر قصصاً في إعطائه وكرمه في:
«المعارف» (ص٥٠٦) لابن قتيبة، و «المجالسة» (٤/٢٧ رقم ١١٧٩- بتحقيقي) ، و «شعب الإيمان» للبيهقي (رقم ١٠٩٤٩، ١٠٩٥٠، ١٠٩٥١، ١٠٩٥٢، ١٠٩٦٠) ، و «تاريخ بغداد» (١٣/٧، ٨) ، و «الحلية» (٧/٣١٩) ، و «وفيات الأعيان» (٤/١٣٠) ، و «المستجاد من فعلات الأجواد» (ص ١٦٢-١٦٣ رقم ٨٨ - بتحقيقي) ، و «تهذيب خالصة الحقائق» (١/٢٥٩) ، و «السير» (٨/١٤٨-١٤٩) ، و «الرحمة الغيثية بالترجمة الليثية» (١/٢٤٢- ضمن «مجموعة الرسائل المنيرية» ) ، و «الجواهر المجموعة» (ص ٩٤ رقم ١٧٠، ١٧١) للمصنف، و «مراقي الجنان» (ص ٢٥٠- ٢٥٣) لابن عبد الهادي.
(٢) اختصر المصنف الخبر، وأسنده مخرِّجوه إلى الربيع قال: سمعتُ الحميدي يقول: قدم الشافعي -رحمه الله- من صنعاء إلى مكة، بعشرة آلاف دينار، فضرب خباءة في موضع خارج من مكة، ونثر الدنانير على ثوب، ثم أقبل على كل من دخل عليه يقبض ويعطيه، حتى صلى الظهر، ونفض الثوب وليس عليه شيء.

أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (٩/١٣٠) : حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم: ثنا عبد الملك بن محمد بن عدي قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الحميدي يقول: ... فذكره بنحوه.
وأخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٧/٤٥١- ٤٥٢- رقم ١٠٩٦٠) ، وفي «مناقب الشافعي» (٢/٢٢٠) : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الحميدي يقول: «قدم الشافعي ... » وذكره بنحوه. =

<<  <   >  >>