حلب، ودمشق، وبيت المقدس، والخليل، ونابلس، والرملة، وحماة، وبعلبك، وحمص، ودخل وسمع في كثير من المدن والقرى التي في الطرق إليها، بحيث زاد عدد من أخذ عنهم- عن الأعلى والدُّون والمساوي- على أَلف ومئتين، وزادت الأماكن التي تحصَّل فيها من البلاد والقرى على الثمانين.
وقد سجَّل لنا السَّخاوي كثيراً من أحداث هذه الرحلات العلمية التي قام بها، فقد ألَّف «الرحلة الحلبية وتراجمها» ، و «الرحلة المكية» ، و «الرحلة السكندرية» ، إضافة إلى مصنَّفه «البلدانيات العليات» ، الذي ذكر فيه أسماء ثمانين بلدة دخلها وسمع بها، مع تخريج حديثٍ، أو أثرٍ، أو شعرٍ، أو حكايةٍ؛ عن أحد شيوخه في تلك البلدة بإسناده، أضف إلى ذلك «معجمه» الذي سجل فيه أسماء شيوخه الذين أخذ عنهم، وسماه:«بغية الراوي بمن أخذ عنه السَّخاوي» ، أو «الامتنان بشيوخ محمد ابن عبد الرحمن» ، كما سيأتي وصفه في مكانه.
كما أن الحافظ السَّخاوي -رحمه الله- أمضى كثيراً من سنوات عمره مجاوراً في مكة والمدينة.
وقد حاولنا من خلال إجراء مسح شامل لمصنفاته، خاصة «الضوء اللامع» ، و «التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة» ، تحديد أماكن ارتحاله وإقامته، فوقفنا من ذلك على ما ملخصه:
١- لم يغادر مصر طوال سنوات حياة شيخه الحافظ ابن حجر؛ حتى لا يفوته شيء من علمه، وكان أثناء ذلك يحرص أشد الحرص على لقاء الغرباء والوافدين واختبار أحوالهم - «الضوء اللامع»(١/٧٧) .
٢ - جاور في مكة خمس مرات - «الضوء»(٣/١١٨) - كانت المجاورة الأولى منها سنة (إحدى وستين وثمان مئة) - «الضوء»(١٠/ ١٧٠) - وكان في مكة خلال السنوات التالية: