للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلّ شيء، فتصدق بها وبما عليها، وبأقتابها وأحلاسها، وأوصى بخمسين ألف دينار، وبألف فرسٍ في سبيل الله، ولأمهات المؤمنين بحديقةٍ بيعت بأربع مئة ألفٍ، ولمن بقي من أهل بدرٍ لكلّ رجل أربع مئة دينار، وكانوا مئة فأخذوها وعثمان فيمن أخذ (١) ،

كلُّ ذلك ببركة دعائه - صلى الله عليه وسلم - له بالبركةِ.


(١) ورد ذلك في آثار عديدة، هذا ما وقفت عليه:
أخرج البخاري في «التاريخ الكبير» (١/١٦٧) ، والدينوري في «المجالسة» (٢١٩٩) -ومن طريقيهما ابن عساكر (٣٥/ ٢٩٩- ٣٠٠، ٣٠٠) - عن الزهري قال:
«أوصى عبد الرحمن بن عوف لمن بقي ممن شهد بدراً أربع مئة دينار لكل رجل، وكانوا مئة؛ فأخذوها، وأخذ عثمان فيمن أخذ، وهو خليفة، وأوصى بألف فرس في سبيل الله -عز وجل-» .
وأخرج ابن المبارك -ومن طريقه الطبراني في «الكبير» (١/٩٠) ، وعنه أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (١/٣٨٤- ٣٨٤ رقم ٤٨٣- ط. الدار) و «الحلية» (١/٩٩) -، وابن عساكر (٣٥/٢٦٣) ، والذهبي في «السير» (١/٨١) عن الزهري قال: تصدق عبد الرحمن بن عوف بشطر ماله على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألفاً، ثم تصدق بأربعين ألفاً (وفي بعض المصادر) : ثم تصدق بأربعين ألفاً -مرة ثالثة -، ثم حمل على خمس مئة فرس في سبيل الله، ثم حمل على ألف وخمس مئة (وسقط من مطبوع «تاريخ دمشق» : «ألف و» ) راحلة في سبيل الله، وكان عامة ماله من التجارة، وأما تصدقه على أمهات المؤمنين، فقد ورد ضمن حديث أخرجه الترمذي في أبواب المناقب (باب مناقب عبد الرحمن بن عوف) (٣٧٥٠) من طريق محمد بن عمر، عن أبي سلمة بلفط: «إن عبد الرحمن بن عوف أوصى بحديقة لأمهات المؤمنين بيعت بأربع مئة ألف» ، وقال: «حسن غريب» .
والحديث صحيح.

أخرجه الترمذي (٣٧٤٩) ، وأحمد في «المسند» (٦/٧٧، ١٠٣، ١٢٠، ١٣٥) ، وفي «فضائل الصحابة» (١٢٤٩، ١٢٥٨) ، وإسحاق بن راهوية في «المسند» (١٧٥٥) ، وابن حبان (٦٩٩٥) ، والطبراني في «الأوسط» (٣٢٣٥، ٩١١١) ، وابن سعد (٣/١٣٢) ، والطحاوي في «المشكل» (٣٥٦٦) ، والحاكم (٣/٣١٠- ٣١١، ٣١٢) ، وأبو نعيم في «الحلية» (١/٩٨) ، وابن عساكر (١٠/ ١٣١-١٣٢) من طرق عن عائشة قالت:
إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «إنّ أمركن لمِمّا يهمُّني بعدي، ولن يصبر عليكن إلا الصابرون» . قال أبو سلمة: ثم تقول عائشة: فسقى الله أباك من سلسبيل الجنة، تريد عبد الرحمن بن عوف، وقد كان وصل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - بمالٍ، يقال: بيعت بأربعين ألفاً. =

<<  <   >  >>