للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ربَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، وتب علينا إنّك أنت التواب الرحيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفره إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه.

وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله يا عباد الله ..

أَيُّهَا الأخوة: ثم يقول تعالى إخباراً عن تمامِ دعوةِ إبراهيم -عليه السلام- لأهلِ الحَرَمْ: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (١).

{رَسُولًا مِنْهُمْ} أي من ذرية إبراهيم. وقد وافقت هذه الدعوةُ المستجابةُ قدَرَ الله السابقَ في تعيينِ محمدٍ صلواتُ الله وسلامه عليه رسولاً في الأميين إليهم، إلى سائر الأعجمين، من الإنس والجن (٢)، وفي مسند الإمام أحمد عَنْ أَبَي أُمَامَةَ


(١) [البقرة: ١٢٩].
(٢) تفسير ابن كثير (١/ ٤٤٣).

<<  <   >  >>