للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-رضي الله عنه- قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا كَانَ أَوَّلُ بَدْءِ أَمْرِكَ؟ قَالَ: «دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَبُشْرَى عِيسَى، وَرَأَتْ أُمِّي أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ» (١).

أَيُّهَا الأخوة: ومن يرغب {عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ} بعد ما عرف من فضله.

{إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} أي: جهلها وامتهنه، ورضي لها بالدون، وباعها بصفقة المغبون، قال الله تعالى: {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا} أي: اخترناه ووفقناه للأعمال، التي صار بها من المصطفين الأخيار.

{وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} الذين لهم أعلى الدرجات.

{إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} فامتثل لطاعة ربِّه إخلاصاً وتوحيدًا، ومحبة، وإنابة فكان التوحيد لله نعتَه (٢).

{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ} قال بعض المفسرين: "يعني بكلمة الإخلاص لا إله إلا الله"، قال أبو عبيدة: "إن شئتَ رددتَ الكنايةَ إلى الملة، لأنّه ذكرَ ملةَ إبراهيم، وإن شئتَ رددتهَا إلى الوصية: أي وصى إبراهيمُ بنيه الثمانية".

{يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى} اختار، {لَكُمُ الدِّينَ} دين الإسلام، {فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} مؤمنون، وقيل: مخلصون، وقيل: مفوضون (٣).


(١) إسناده حسن لشواهده؛ حسنه الألباني في "الصحيحة" (٤/ ٦٢)، أخرجه أحمد (٣٦/ ٥٩٥)، وغيره.
(٢) تفسير السعدي (٤٥٢، ٤٥٣).
(٣) مختصر من تفسير البغوي: نسخة الكترونية: http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/baghawy/sura ٢ - aya ١٣٢.html#baghawy

<<  <   >  >>