للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليكون نظم الآية مؤذناً بأن الله تعالى بعدَ أن أمرَهم بما يجب له عليهم أكرمهم فقال: وإذا سألوا عن حقهم عليَّ فإني قريب منهم أجيب دعوتهم (١).

وأمّا القران في رمضان فذاك شأنٌ لعباد اختارهم الله تعالى ليرفعهم بهذا القران العظيم .. بعض الصالحين -رحمهم الله- يختمُ كل ثلاث في رمضان، وبعضهم كل يومين، بل نُقل عن الشافعي ستون ختمة في رمضان واحدة في الليل وواحدة في النهار، وقيل كان الإمام ابن عساكر يحاول اللحاق بالشافعي -رحمهما الله- فاعتكف بالمنارة البيضاء فلم يستطع أن يختم إلا تسعاً خمسين ختمة! !

القران يسير على من يسرّه الله عليه، من المعاصرين من أصحاب الهمم العالية من يختم حدراً في حوالي ست ساعات في الأوقات الفاضلة.

وورود النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث (ليال) المقصود به المداومة على ذلك، فأما في الأوقات والأزمان الفاضلة فيستحب الإكثار وهذا قول أحمد وإسحاق (٢).

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادك .. أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخطبة الثانية:

الحمد لله ..


(١) التحرير والتنوير (٢/ ١٥٣ - ١٥٢).
(٢) فضائل القرآن لابن كثير (ص ٢٥٦).

<<  <   >  >>