للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن معين رمضان: التربيةُ على سخاءِ النفسِ بالإحسانِ والصدقاتِ وتفطيرِ الصوّام .. كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناس، وأجودُ ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريلُ -عليه السلام- يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة (١).

يقول ابن القيم: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أعظمَ الناس صدقة بما ملكت يده، وكان لا يستكثر شيئاً أعطاه ولا يستقله، وكان عطاؤه عطاء من لا يخشى الفقر، وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظمَ من سرور الآخذ بما يأخذه، وكان أجود الناس بالخير، يمينه كالريح المرسلة، وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه تارة بطعامه وتارة بلباسه، وكان يُنوّعُ في أصنافِ عطائه فتارة بالهبة، وتارة بالصدقة، وتارة بالهدية، وتارة بشراء الشيء ثم يعطي البائع الثمن والسلعة جميعاً، وكان يأمر بالصدقة ويحض عليها ويدعو إليها بفعله وقوله، فإذا رآه البخيل والشحيح دعاه حاله إلى البذل والعطاء .. إلى أن قال: إذا فهمت ما تقدَّم من أخلاقه فينبغي على الأمةِ التأسيَّ والاقتداءَّ به في السخاءِ والكرمِ والجود، والإكثارُ من ذلك في شهر رمضان لحاجة الناس فيه إلى البر والإحسان، ولشرف الزمان ومضاعفة أجر العامل فيه (٢).

اللهم اجعلنا من المتبعين المتأسين بسنة رسولك -صلى الله عليه وسلم-.

* * *


(١) صحيح البخاري (١/ ٨ - ٦).
(٢) زاد المعاد ٢/ ٢١.

<<  <   >  >>