للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ» (١).

ولربما منا من يكون هذا الشهر آخرَ رمضانَ يعيشه، فيكون ممّن أُعتق فيه من النار إذا أتى بأسباب توجب له الرحمة والمغفرة والعتق من النار، من الصيام والقيام، وقراءة القرآن والذكر، ومساعدة الفقراء والمحتاجين وإطعامهم، والصدقة والاستغفار، وغير ذلك من الأعمال الصالحة.

وقد روى الترمذي وغيره بسند صحيح «إن وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ» (٢).

أَيُّهَا الأخوة: في مثل الليلة القادمة ليلة السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة، كان يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، يوم أعز الله فيه جنده، ونصر فيه عبده، يوم قال فيه -صلى الله عليه وسلم-: «لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» (٣)، خرج -صلى الله عليه وسلم- مع ثلاثمائة وبضعة رجلاً من المهاجرين والأنصار، من أفضل الخلق يومئذ، خرجوا بعد ما أعلن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسلمين قائلاً: هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله يُنفِلكُمُوها.


(١) صحيح؛ صححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (٣٣٥٥)، أخرجه النسائي (١٠٤٠٠ - ١١٨٣٢).
(٢) صحيح؛ صححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (١٩٦٠)، أخرجه الترمذي (٣/ ٥٧ - ٦٢٨).
(٣) أصله في البخاري (٤/ ٥٩ - ٣٠٠٧).

<<  <   >  >>