للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يعزم على أحد بالخروج، بل ترك الأمر للرغبة المطلقة، لما أنه لم يكن يتوقع عند هذا الانتداب أنه سيصطدم بجيش مكة- بدل العير- هذا الاصطدام العنيف في بدر، ولذلك تخلف كثير من الصحابة -رضي الله عنهم- في المدينة، وهم يحسبون أن مضي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الوجه لن يعدو ما ألفوه في السرايا الماضية، ولذلك لم يُنكر على أحد تخلفه في هذه الغزوة (١).

قسم -صلى الله عليه وسلم- جيشه إلى كتيبتين:

١ - كتيبة المهاجرين، وأعطى علمها علي بن أبي طالب.

٢ - كتيبة الأنصار، وأعطى علمها سعد بن معاذ.

ثم سار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الجيش غير المتأهب، فخرج من نقب المدينة، حتى بلغ بئر الروحاء، ولما ارتحل منها، ترك طريق مكة بيسار، وانحرف ذات اليمين على النازية (يريد بدراً)، فسلك في ناحية منها، حتى قرب من الصفراء، وهنالك بعث بعض من يرقب عير قريش.

وفي المقابل فقد بلغ أبا سفيان خروجُ المسلمين لملاقاة القافلة، فبعث رجلاً اسمه ضَمْضَم الغفاري إلى مكة يستصرخ قريشًا أن ينفروا لحماية تجارتهم، فنهضوا مسرعين، وخرجوا من ديارهم كما قال الله تعالى: {بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (٢).


(١) الرحيق المختوم (١/ ١٤٤).
(٢) [الأنفال: ٤٧].

<<  <   >  >>