للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيا معاشر العُباد: وصية لكم من كتاب الله وسنة رسول الله: اعلموا أن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، لا يقبل الله من العبادة إلا ما كان خالصًا لوجهه، يراد به ما عنده: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (١)، أخلصوا لله النيات، وأخلصوا لله العبادات والطاعات، فلا يزال العبد بخير إذا تكلم تكلم لله، وإذا عمل عمل لله.

يا معاشر العباد: كم من قائم على أم حنون يسقيها دواءها، ويعالج جراحها وداءها، بلَّغه الله أجر المعتكفين، كم من قائم على أب ضعيف، شيخ كبير، يقضي حوائجه، ويرحم ضعفه، ويحسن إليه، ويجبر بإذن الله كسره، بلَّغه الله مقام المعتكفين، كم من قائم على زوجة سقيمة مريضة، يقوم عليها، بلَّغه الله أجر الاعتكاف بما كان من إحسانه إليها.

تخلف عثمان -رضي الله عنه- وأرضاه عن غزوة بدر بسبب زوجه التي كان يمرضها، رقية - رضي الله عنها وأرضاها -، لو كنت مريضًا لقامت على رأسك ولأحسنت إليك، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.

يا معاشر العباد: إياكم وحرق أعمالكم بألسنتكم من غيبة وسب وأذية .. ألزموها البر كما عهد عنكم بالذكر والدعاء والقران والتسبيح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ترتفع درجاتكم وتعلو منازلكم (٢).


(١) [الكهف: ١١٠].
(٢) من خطبة عزوة بدر الكبرى للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي. بتصرف.

<<  <   >  >>