للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمداومة على العمل الصالح سبب للنجاة من الكرب والشدائد في الدنيا والآخرة .. ثبت عند أحمد والترمذي من حديث ابن عباس -رضي الله عنه- ما قال: «كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا فَقَالَ، يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ .. » (١) الحديث.

وفي زيادة صحيحة عند أحمد: «تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ» (٢).

ومن ثمرات المداومة على العمل الصالح ... : دوام اتصال القلب بالله تعالى، مما يعطي القلب قوةً ونوراً وثباتاً على دين الله.

وقد عدَّ بعض أهل العلم هذا الأمر من الحِكَم التي شرعت من أجلها الأذكار، سواءً الأذكارُ المطلقة، أو المقيَّدةُ بالأحوال.

والمداومة على العمل الصالح سبب لحسن الخاتمة، فإن المؤمن متى ما اشتدت عزيمته على فعل الخيرات، والانكفاف عن السيئات، وفقه الله لحسن الخاتمة، كما قال الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} (٣).

والعبد إذا كان يداوم على العمل الصالح، ثم عرض له عذر من مرضٍ أو سفر، كُتِب له ما كان يعمل حال صحته وإقامته كما روى البخاري عن أبي موسى


(١) صحيح البخاري (٢٣١١).
(٢) صحيح؛ صححه الألباني في صحيح الجامع (٢٩٦١)، أخرجها أحمد في المسند (٥/ ١٨)، وغيره.
(٣) [إبراهيم: ٢٧].

<<  <   >  >>