للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» (١)، وهذا الفضل من الله تعالى، إنما يكون هذا - أَيُّهَا الأحبة - فيمن كان له وردٌ يحافظ عليه، وعملٌ يداوم عليه، وفقنا الله وإياكم لكل خير.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله وأتوب إليه إنه هو التواب الغفور.

الخطبة الثانية:

الحمد لله .. عباد الله

من دعاء الراسخين في العلم: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (٢)، إذا صاحبَه عزيمة بعد توكل على الله تعالى، كان ذلك من أهم المحفزات للثبات على عمل الصالحات، وليحذر المسلم من الإثقال على نفسه بأعمال تؤدي إلى المشقة، المفضية إلى السآمة والملل من العبادة.

ثبت في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ» وَقَالَ: «اكْلَفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ» (٣).

ومن أكثر ذكر الموت - أَيُّهَا الأخوة - نَشَط في عمله، ولم يغتر بطول أمله، وبادر بالأعمال قبل نزول أجله.


(١) صحيح البخاري (٢٩٩٦).
(٢) [آل عمران: ٨].
(٣) متفق عليه؛ صحيح البخاري (٦٤٦٥)، ومسلم (١١٠٣).

<<  <   >  >>