للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر، كان حسناً" (١).

أيها الأخ المبارك: وأمّا يوم عرفة وما أدراك ما يوم عرفة؟ يوم التاسع من ذي الحجة، فهو يومٌ شريفٌ كريم، يومٌ تُعتَقُ فيه الرِّقابُ، ويُسمَعُ فيه الدعاءُ ويُجابُ، وما من يومٍ أكثر من أن يُعتِقَ الله -عز وجل- فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنُو ثم يُباهِي بهم الملائكةَ، فيقول: ما أراد هؤلاء؟

نعم أيها المبارك: عتق الرقاب وإجابة الدعاء وغفران الذنوب والأوزار هو عام للواقفين بعرفة وغيرهم من أهل الأمصار.

وخيرُ الدعاء دعاءُ يوم عرفة، فلنظهر في ذلك اليوم التوبةَ والاستغفار، والتذلُّل والانكِسار، والندامةَ والافتقار، والحاجةَ والاضطرار، ولو بقيت يا موفق في مسجدك ذلك اليوم حتى غروب الشمس لم يكن هذا كثيراً ففي هذا اليوم من الفضائل والرحمات والخيرات والبركات ما تستحق لأجلها أن تبذل الأوقات (٢).

قال -صلى الله عليه وسلم-: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (٣).


(١) زاد المعاد (٢/ ٣٦٠).
(٢) مستفاد من ملتقى الخطباء: خطبة لعبد الرحمن اللهيبي.
(٣) حسن؛ حسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (١٥٠٣)، أخرجه الترمذي (٣٥٨٥)، وغيره.

<<  <   >  >>