للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا لم تكن حاجاً فكن صائماً في ذلك اليوم العظيم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» (١)، واحذر أن تكون في هذا اليوم عن الله منشغلاً أو لغيره راجياً ومؤملاً .. عن سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب أنه رأى سائلاً يسأل الناس يوم عرفة، فقال: يا عاجزاً في هذا اليوم تسأل غير الله تعالى! .

نظر الفضيل بن عياض إلى تسبيح الناس وبكائهم عشية عرفة فقال: أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجلٍ فسألوه دانقاً - وهو مبلغ ضئيل من المال - فهل كان يردهم؟ قالوا: لا، فقال: واللهِ لَلمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق! (٢).

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ..

أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخطبة الثانية:

الحمد لله ..

أَيُّهَا الأخوة: صلاة العيد، والأضحية، من أعظم ما يتقرب به المؤمن في ذلك اليوم العظيم يوم النحر الذي هو أفضل أيام العام؛ كما في حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ


(١) صحيح مسلم (٢/ ٨١٨).
(٢) من متن الإيضاح في المناسك للنووي (ص ٩٩).

<<  <   >  >>