للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال رباح القيسي: لي نيف وأربعون ذنباً، قد استغفرت الله لكل ذنب مائة ألف مرة، وحاسب بعضهم نفسه من وقت بلوغه، فإذا زلاته لا تجاوز ستاً وثلاثين زلة، فاستغفر الله لكل زلة مائة ألف مرة، وصلى لكل زلة ألف ركعة، وختم في كل ركعة منها ختمة، قال: ومع ذلك فإني غير آمن سطوة ربي أن يأخذني بها وأنا على خطر من قبول التوبة، ومن زاد اهتمامه بذنوبه فربما تعلق بأذيال من قلَّت ذنوبه فالتمس منه الاستغفار.

وكان عمر يطلب من الصبيان الاستغفار ويقول: إنكم لم تذنبوا، وكان أبو هريرة يقول لغلمان الكتّاب: قولوا: اللهم اغفر لأبي هريرة، فيؤمن على دعائهم (١).

أَيُّهَا الأخوة: ومن نزعت منه حلاوة المناجاة، ولذة طلب مغفرة الله، واللجوء إليه من القلب عايش أشد ألوان العقوبات والحرمان، ألم يستعذ النبي -صلى الله عليه وسلم- من قلب لا يخشع، وعين لا تدمع، ودعاء لا يسمع؟ ! ما أجمل هذه الأيام! ! .. يجتمع فيها أوقات فاضلة وأحوال شريفة، العشر الأخيرة، جوف الليل من رمضان، والأسحار من رمضان، دبر الأذان والمكتوبات، أحوال السجود، وتلاوة القرآن، مجامع المسلمين في مجالس الخير والذكر، كلها تجتمع في هذه الليالي والأيام، فأين المتنافسون؟ ! (٢) و"يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي" (٣)


(١) جامع العلوم والحكم (٢/ ٤١٦).
(٢) مختصر من خطبة للشيخ صالح بن حميد.
(٣) جزء من حديث في صحيح البخاري (٨/ ٧٤ - ٦٣٤٠).

<<  <   >  >>