للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلا يصلح لمناجاة الملك في الخلوات إلا من زين ظاهره وباطنه، وطهَّرهما خصوصاً لملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى .. وقد ذهب بعض السلف كالشعبي والشافعي إلى اعتبار ليلة القدر كنهارها في لزوم الاجتهاد في العمل الصالح (١).

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..

الخطبة الثانية:

الحمد لله ... أما بعد:

فأيها الناس: أوصيكم بتقوى الله -عز وجل-: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} (٢).

المغبون من انصرف عن طاعة الله، والمحروم من حرم رحمة الله، والمأسوف عليه من فاتته فرص الشهر، وفرط في فضل العشر، وخاب رجاؤه في ليلة القدر، مغبون من لم يرفع يديه بدعوة، ولم تذرف عينه بدمعة، ولم يخشع قلبه لله لحظة ..

أَيُّهَا الأخوة: شَرَعَ اللهُ تَعَالَى لَكُمْ فِي خِتَامِ صَوْمِنا إِخْرَاجَ زَكَاةِ الْفِطْرِ عَنْ أَبْدَانِنا «طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ


(١) حسن؛ حسنّه الألباني في "صحيح أبي داود" (٥/ ٣١٧)، أخرجه أبو داود (٢/ ١١١ - ١٦٠٩).
(٢) [النحل: ١٢٨].

<<  <   >  >>