للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٧٩) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (٨١) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} (١).

فيجب أن يُفْرَد اللهُ بالعبادة والطاعة والخوف والرجاء, ويُتَعَلَّقَ به وحده سبحانه، وتُتْرَكَ هذه الأصنامُ وغيرُها من المخلوقاتِ المعظمّة, التي لا تخلق, ولا تهْدي, ولا تمُرض, ولا تَشفي, ولا تُطعم ولا تَسقي, ولا تُميت, ولا تُحيي, ولا تَنفعُ عابدِيها, بكشفِ الكروب, ولا مغفرةِ الذنوب (٢).

فإذا رُمْتَ أيها المُبارك أمناً في الرزق وأمناً في النفس والمال والولد والبلد وراحة وطمأنينةً فعليك بـ"لا إله إلا الله" قولاً وعملاً.

وفي دعواتِ الخليل -صلى الله عليه وسلم- وقصته مع أمَتَهِ وابنه يتجلّى التوكلُ على الله -عز وجل-، في الصحيح: قالت هاجر عليها السلام: «يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا وَجَعَلَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ: نَعَمْ قَالَتْ إِذَنْ لَا يُضَيِّعُنَا، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لَا يَرَوْنَهُ اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْبَيْتَ، ثُمَّ دَعَا بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ .. » وقال: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} (٣) (٤)، وفي قوله: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} (٥) آية عجيبة!


(١) [الشعراء: ٧٩ - ٨٢].
(٢) تفسير السعدي (ص ٥٩٣).
(٣) [إبراهيم: ٣٧].
(٤) صحيح البخاري (٤/ ١٤٢ - ٣٣٦٤).
(٥) [إبراهيم: ٣٧].

<<  <   >  >>