للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يفارقونها فيتحملون آثام سكوتهم عنها، وقد يوقعون أنفسهم أو أولادهم فيما حرم الله تعالى عليهم، وهم في غنى عن ذلك.

وسبحان الله! ! .. الحجاج يقدمون من كل فج، ويتحملون كثرة النفقات، ومشقة السفر، وشدة الزحام والانتظار في المطارات؛ لأداء مناسكهم، وتعظيم شعائر الله تعالى، وذكره في الأيام المعلومات، وهؤلاء على العكس من ذلك، يتحملون مشقة الرحلة، وعَنَتَ السفر ونفقاته، فيما يشغلهم عن عمارة هذه الأيام بذكر الله تعالى وعبادته ..

إن مشقة العمل الصالح تزول ويبقى الأجر، وإن لذة المعاصي تزول ويبقى الوزر، وإن من الخسران أن تكون هذه العشر المباركة عند الناس كغيرها من الأيام! !

عباد الله: .. ومن كان في نيته أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره من أول ليالي العشر؛ لما جاء في حديث أُمِّ سَلَمَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُم أَنْ يُضَحِّيَ فلا يَمَسَّ من شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شيئا» وفي رواية «فلا يَأْخُذَنَّ شَعْرًا ولا يَقْلِمَنَّ ظُفُرًا» رواه مسلم (١).

وليت شعري لعّل من تعوّد على حلق لحيته طوال العام أن تكون هذه العشر بداية لتركها إلى الأبد فيلقى الله -عز وجل- بها امتثالاً لسنّة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ..


(١) صحيح مسلم (١٩٧٧).

<<  <   >  >>