للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ» رواه مسلم (١).

قوله: «شهر الله» إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم.

أَيُّهَا الأخوة: ومن صفات أهل السنة والجماعة الاتباع لا الابتداع، ولهذا دائماً ما يطبقون أوامر النبي -صلى الله عليه وسلم- كما هي ويخالفون صفات المشركين واليهود، ولما قَدِمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: «مَا هَذَا»؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ» رواه البخاري (٢).

زاد مسلم في روايته: «شكراً لله تعالى فنحن نصومه» (٣) وفي رواية للبخاري: «ونحن نصومه تعظيماً له» (٤) ورواه الإمام أحمد بزيادة: «وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرا» (٥).

روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: «حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ


(١) صحيح مسلم (١١٦٣).
(٢) صحيح البخاري (٢٠٠٤).
(٣) صحيح مسلم (١١٣٠).
(٤) متفق عليه؛ البخاري (٣٩٤٣)، ومسلم (١١٣٠).
(٥) مسند أحمد (١٤/ ٣٣٥ - ٨٧١٧).

<<  <   >  >>