للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وانتبه من ضعفِ الإرادة والهمةِ، وإن ضعفت فتعاهدها بالتدريب ولو بشيءٍ يسير يومياً يكبر شيئاً فشيئاً ..

قال ابن القيم: "اعلم أن العبدَ إنما يقطع منازلَ السيرِ إلى الله تعالى بقلبه وهمتِه لا ببدنه، فالتقوى في الحقيقة تقوى القلب لا تقوى الجوارح .. قال - جل وعلا: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} (١)، فهداية القلب ثمرةٌ للإيمان، ولو هدى الله قلبك استقامت جوارحك كلها على الطاعة ..

ومن يتهيب صعود الجبال ... يعش أبد الدهر بين الحفر

ولم أر في عيوب الناس عيبا ... كنقص القادرين على التمام

وقال جل وعلا: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} (٢).

قال ابن القيم: "فالسابقون في الآخرة إلى الرضوان والجنات هم السابقون في الدنيا إلى الخيرات والطاعات، فعلى قدر السبق هنا يكون السبق هناك ... "اهـ

أَيُّهَا الأخوة: ومن أخطرِ ما يديمُ الفتورَ: الاستهانةُ بصغائرِ الذنوب، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ» (٣)،


(١) [التغابن: ١١].
(٢) [الواقعة: ١٠ - ١٤].
(٣) حسن؛ حسنه الألباني في "صحيح الجامع" (٢٦٨٧)، أخرجه أحمد (٦/ ٣٦٧ - ٣٨١٨).

<<  <   >  >>