الصالح المداوم على الطاعة غرضٌ كم تمنى الشيطان أن يصيبَه بسهمه المسموم؟ ! ! ، ليرديه قتيلَ الضعفِ الممقوت، والانتكاسةِ المهينة.
ولكن ما أهونَ هذا الشيطان، وما أقلَّ حيلته، وما أضعفَ كيده إذا واجهه المؤمن بسلاحِ الإيمان المضَّاء! ! ، ونورهِ الوضَّاء! ! فراجع أسبابَ ضعفَ إيمانه، ونظرَ في عللَ فتورِه وتقصيرِه، واتخذَّ من أسبابِ الثبات على دينه ما ينصرُه على الشيطان في هذا الصراع العنيف .. فمن فقهِ العبد كما قال أبو الدرداء: أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم: أيزداد هو أم ينتقِص؟ اهـ ..
فضعف الإيمان في القلب من أخطر أسباب الفتور: لأنه وَرَدَ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال:"القلبُ مَلِكُ الأعضاء، والجوارحُ جنودُه ورعاياه، فإن طابَ الملك طابت الجنودُ والرعايا، وإن خَبُثَ الملك خبثت الجنودُ والرعايا".
قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "اطلب قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن، وفي مجالس الذكر - أي العلم - وفي أوقات الخلوة".اهـ