للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علي أبو بكر كما رد علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سواء، وزاد: فاستمسك بغرزه حتى تموت فوالله إنه لعلى الحق، قال عمر: فعملت لذلك أعمالاً ..

فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قوموا فانحروا ثم احلقوا، فوالله ما قام منهم رجل واحد حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا رسول الله: أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فقام فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك: نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ... ثم رجع إلى المدينة، وفي مرجعه أنزل الله عليه: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (١) لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (٢) وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا} (١)، فقال عمر: أو فتح هو يا رسول الله؟ قال: نعم فقال الصحابة: هنيئا لك يا رسول الله فما لنا؟ فأنزل الله -عز وجل- : {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} (٢).

أقول قولي هذا وأستغفر الله ..

الخطبة الثانية:

تبيّن أنّ الفتح المذكور هو صلح الحديبية إذ اتسعت بعده دائرة الدعوة لدين الله -عز وجل- ، ودخل الناس في دين الله أفواجا، فلذا سماه الله فتحا مبينا أي: ظاهراً جلياً،


(١) [الفتح: ١، ٣].
(٢) [الفتح: ٤].

<<  <   >  >>