للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا عندما يقّدر الله أمراً من الأمور الكونية أو الشرعية يجب على المؤمن أن يجزم بأن تقدير الله هو الخير بعينه! !

وفي (بيعة الرضوان) التي بايع الصحابة -رضي الله عنهم- فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، تبيّن أنّ كل داعية إلى الله، ومجاهد في سبيل الله تعالى .. فالله تعالى متكفل بحفظه ونصره! !

ودلّت السورة والقصة على أنّه في حالة الاضطراب والفتن والصعوبات والابتلاءات لا يترك الله المؤمنين وحدهم، بل يثبتهم وينزل عليهم السكينة والطمأنينة والنصر والفتح حتى لو كان ظاهرُ الحال غيرَ ذلك ..

أَيُّهَا الأخوة: وأشارت السورة إلى الخير والفتح والنصر والتمكين في اتباع منهج الصحابة -رضي الله عنه- وحبهم والدفاع عنهم، وأنّ الخزي والعار والذل في الانتقاص منهم، والبعد عن منهجهم وطريقتهم -رضي الله عنهم- (١).

وانتزع الإمام مالك، في رواية عنه - بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة، قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة فهو كافر لقوله تعالى: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}. ووافقه طائفة من العلماء على ذلك (٢).

ومن العبر والسنن الكونية في قوله {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ} أن الله يحفظ البشرية بوجود الصالحين المؤمنين الموحدين بين أظهرهم، ويدفع البلاء عن الناس بسببهم ورحمة بهم.


(١) تفسير السعدي (ص ٧٩١).
(٢) تفسير ابن كثير (٧/ ٣٦٢).

<<  <   >  >>