للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا من فقهه للكتاب والسنة، ثم يذكر ابن القيم تجربته الشخصية مع هذه الآيات فيقول: وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه، فرأيت لها تأثيراً عظيماً في سكونه وطمأنينته.

إنها لحاجةٌ عظيمة لنا نحن في الزمن أن نتدبر مثل هذه الآيات ونقف معها:

في آية البقرة قال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (١)، {فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ} قيل: معناه فيه وقار، وجلالة.

فعن قتادة: {فِيهِ سَكِينَةٌ} أي: وقار.

وقال الربيع: رحمة، وقال عطاء: {فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ} قال: ما يعرفون من آيات الله فيسكنون إليه (٢).

قال الشيخ ابن عثيمين: في تفسير هذه الآية: و {التَّابُوتُ} شيء من الخشب أو من العاج يُشبه الصندوق، ينزل ويصطحبونه معهم، وفيه السكينة - يعني أنه كالشيء الذي يُسكنهم ويطمئنون إليه - وهذا من آيات الله "وقال" وصار


(١) [البقرة: ٢٤٨].
(٢) من تفسير ابن كثير (١/ ٦٦٧).

<<  <   >  >>