للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معهم - أي التابوت - يصطحبونه في غزواتهم فيه السكينة من الله سبحانه وتعالى: أنهم إذا رأوا هذا التابوت سكنت قلوبهم، وانشرحت صدورهم" (١).

وفي موقفٍ للنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الهجرة لو نظر أحد المشركين إلى ما تحت قدمه لرأى النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه أبا بكر -رضي الله عنه-.

قال الشيخ ابن سعدي: فهما في تلك الحالة الحرجة الشديدة المشقة، حين انتشر الأعداء من كل جانب يطلبونهما ليقتلوهما، فأنزل الله عليهما من نصره ما لا يخطر على البال.

{إِذْ يَقُولُ} النبي -صلى الله عليه وسلم- {لِصَاحِ بِهِ} أبي بكر لما حزن واشتد قلقه: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}، بعونه ونصره وتأييده. {فَأَنزلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} أي: الثبات والطمأنينة، والسكون المثبت للفؤاد، ولهذا لما قلق صاحبه سكنّه وقال: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (٢) {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (٣)، وفي الحديبية يعظم الخطب على صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من تلك الشروط التي ظاهرها هضمٌ لحقوقهم، وفي هذا الموقف الشديد تنزل السكينة إذ يقول الله تعالى:


(١) تفسير ابن عثيمين (٣/ ٢٧١).
(٢) تفسير السعدي (١/ ٣٣٧).
(٣) [التوبة: ٤٠].

<<  <   >  >>